انطلاقا من وعيها بأهمية الإنتاج الديداكتيكي في الرفع من جودة التعلمات، ومن أجل التعريف بمجالاته وأهدافه، والتعرف على المراحل الإجرائية، والمهارات، والمستلزمات الإجرائية التي يقتضيها إنتاج منتوج ديداكتيكي، وحرصا منها على تقاسم التجارب والخبرات بين المدرسين والباحثين والمهتمين بالشأن التربوي؛ المتصلة بمجال الإنتاج الديداكتيكي، ودأبا منها على تشجيع الإبداع والابتكار والتميز في الممارسات الصفية… نظمت الجمعية الوطنية لأساتذة المغرب، فرع أكادير الكبير، النسخة الثالثة من الملتقى الجهوي للمدرس تحت شعار: ” الإنتاج الديداكتيكي دعامة أساسية لتجويد التعلمات” ، وذلك على امتداد ثلاثة أيام: من 21 إلى 23 يناير 2020م، بالمركب الثقافي البلدي ” محمد بوجناح” بالدشيرة الجهادية، عمالة إنزكان أيت ملول.
خلال اليوم الأول:
استهلت فقرات الملتقى باستقبال المشاركين ابتداء من الساعة 9:00 صباحا، حيث تكلفت لجنة الاستقبال بضبط لوائح الحضور، وتزويد جميع المشاركين بملفات الملتقى و”بادجات ” خاصة بجميع الفئات المشاركة، ليلتحق الحضور بعدها مباشرة بقاعة العروض، قبل أن يعلن الأستاذ ميمون بوجنان المكلف بالإعلام والاتصال، في كلمة مقتضبة، وباسم اللجنة التنظيمية، الافتتاح الرسمي للملتقى على الساعة 10:00 صباحا، ليستمع الحضور لآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامعهم الأستاذ مصطفى ألقائد رئيس لجنة الشؤون التربوية والثقافية. قبل أن يقف الجميع لترديد النشيد الوطني بشكل جماعي.
وفي تمام 10:15، ألقى رئيس الفرع الإقليمي أكادير الكبير، الأستاذ مبارك المساوي، كلمته الافتتاحية، بدأها بالترحيب بمختلف الفئات الحاضرة في الملتقى من مؤطرين ومبدعين ومستفيدين. لينتقل، في إطار بسط سياق تنظيم النسخة الثالثة من الملتقى، إلى طرح مجموعة من الأسئلة الملحة ذات الطبيعة الإشكالية، ليخلص بعدها إلى ضرورة تبني المبادرة الإيجابية المبنية على الإبداع والابتكار والتجديد بالارتكاز على تنويع أساليب التواصل والتفكير، بغية المساهمة في رقي المنظومة التربوية وازدهارها، وهو ما تنخرط فيه الجمعية منذ تأسيسها، استجابة للأهداف الكبرى التي رسمتها. لينهي كلمته كما بدأها، بتجديد الترحاب بكل الحاضرين، مع التنويه بالمنظمين وشكر جهودهم.
أشغال الندوة العلمية:
تكلف بتسيير فقراتها المؤطر التربوي حسن الرحيوي، الذي أسهب في التعريف بأهداف النسخة الثالثة من الملتقى، معتبرا الأستاذ محور أي تغيير إيجابي لواقع المدرسة المغربية، انطلاقا من التكوينات الهادفة، مشيرا إلى أن هذا ما انخرطت فيه الجمعية، كما في كل نسخة، من خلال برمجة مجموعة من العروض النظرية والورشات التطبيقية، وكلها محطات لتقاسم وتبادل الخبرات والأفكار. لينتقل بعدها إلى استعراض محتوى الجلسة الافتتاحية الغني، باشتماله على ست مداخلات قيمة جاءت تباعا كما يلي:
المداخلة الأولى: للأستاذ رشيد أخساي؛ أستاذ مكون بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين سوس ماسة- فرع طاطا، بموضوع قيم تحت عنوان: “أهداف المنتوج الديداكتيكي ومقومات نجاحه”، مهد له بديباجة اعتبر فيها الأستاذ الذي يضحي بوقت راحته وبعطلته من أجل التكوين الذاتي، نخبة النخبة وعماد تغيير صورة الأستاذ، إذ أن الذي يبدع ديداكتيكيا يكون أكثر فاعلية وأداء.
ثم استعرض أهم أهداف المنتوج الديداكتيكي مقسما إياها إلى أهداف عامة من قبيل التشجيع على الإنتاج والابتكار؛ وأهداف خاصة، مرتبطة أساسا بأهداف الدرس أو التعلم، مع توضيح الفرق بين التركيز والانتباه وتعريف كل منهما وتحديد طرق تحقيق كل منهما، وعلاقتهما بالإنتاج الديداكتيكي.
ليمر إلى تحديد مقومات نجاح المنتوج الديداكتيكي في تسعة عناصر أساسية هي: ـ وضع بطاقة تقنية للمنتوج؛ ـ الإبداع تجاوز التقليد؛ ـ تناسب المنتوج مع فئة المتعلمين المستهدفة؛ ـ البساطة والوضوح؛ ـ التحفيز على التعلم والتعلم الذاتي؛ ـ التكامل بين المجالات المعرفية للمواد الدراسية؛ ـ إمكانية توظيف المنتوج في أكثر من وضعية تعلمية؛ ـ وخلو المنتوج من الآثار السلبية على صحة المتعلمين. ليختتم الأستاذ المحاضر عرضه بالتأكيد على ضرورة تقويم المنتوج، موضحا أهم خطواته الإجرائية.
واستغرقت مداخلة الأستاذ 35 دقيقة. (من 10:25 إلى 11:00).
المداخلة الثانية: بعنوان: ” مراحل اقتناء الوسائل التعليمية” للأستاذ: عبد السلام مسافر؛ مفتش تربوي لمادة الفيزياء والكيمياء -أكاديمية سوس ماسة.
وهي مداخلة تقنية بامتياز، استهلها الأستاذ بتعريف الوسائل التعليمية، والتنبيه إلى عدم الخلط بينها وبين المستلزمات. ليقسم بعدها مراحل اقتناء الوسائل التعليمية إلى ثلاث محطات بارزة، حددها كما يلي:
مرحلة ما قبل 2008: حيث يتم الاقتناء مركزيا، ثم يوجه إلى النيابات الإقليمية سابقا لتوزيعه على المؤسسات. مشيرا إلى أنه اقتناء موجه أساسا إلى المؤسسات المحدثة.
المرحلة الممتدة من 2010 إلى 2015: حيث أصبح اقتناء العتاد يتم من طرف كل أكاديمية، بعد مراجعة المواصفات التقنية، مع اعتماد سندات الطلب لبعض المواد (كالورق والصباغة…). ليعود ويشير إلى أن هذه المرحلة سبقتها محطة انتقالية سنة 2009، حيث تم تجميع حاجيات جميع الأكاديميات لتتكفل أكاديمية مكناس باقتنائها، باستثناء أكاديميتي الرباط والدار البيضاء. وتم اعتماد سندات الطلب أيضا لاقتناء بعض المواد المشار إليها سابقا.
مرحلة ما بعد 2015: بناء على تقرير المفتشيتين العامتين لوزارتي المالية والتربية الوطنية، تم إيقاف الاقتناء كلية وعلى الصعيد الوطني. وتم بناء الصنافة الموحدة الوطنية وذلك ب: 1ـ توحيد التسمية؛ 2ـ وضع قن وطني لكل وسيلة؛ 3ـ وتحديد المواصفات التقنية لكل عتاد. ليتم عرض الصنافة على العموم لإبداء الملاحظات، لتتم إعادة بنائها بناء على ذلك.
الوضعية الحالية في نهاية يوليوز 2019: استمرار إيقاف الاقتناء وطنيا، تفعيلا لتوصيات المجلس الأعلى للحسابات وتقارير المفتشيتين العامتين؛ في انتظار تفعيل الصنافة الموحدة الوطنية ودليل المساطر حول تدبير الوسائل التعليمية.
ليختتم الأستاذ مداخلته بالإجابة عن السؤال: لماذا لا يمكن اقتناء عتاد التعليم التقني جهويا؟ موضحا أن محدودية العدد يجعل التكلفة مرتفعة ما يجعل الصفقات غير مثمرة، ليبقى الاقتناء وطنيا.
واستغرقت مداخلة الأستاذ 17 دقيقة (من 11:05 إلى 11:22)
ـ المداخلة الثالثة: بعنوان:” المعينات الديداكتيكية وأهميتها في بناء المفهوم الرياضياتي”، للأستاذ سمير بوناكة ـ مفتش تربوي للتعليم الابتدائي ـ مديرية الصويرة.
افتتح الأستاذ مداخلته بالتأكيد على أن النجاح في بناء المفهوم الرياضياتي رهين بالانطلاق من كفايات القرن 21، محددا أهمها فيما يلي: ـ الإبداع والابتكار والتجديد؛ ـ الفكر النقدي؛ ـ التفكير المنطقي؛ ـ حل المشكلات؛ ـ المعرفة المعلوماتية؛ ـ التعاون؛ ـ التواصل…
ليعرض بعدها مراحل درس الرياضيات، حسب “كاي بروسول”، والمتمثلة في: بناء المفهوم؛ ـ ترييض المفهوم؛ ـ وتقويم ودعم. قبل أن يمر الأستاذ المحاضر للحديث عن طريقة سنغافورة في تدريس الرياضيات، كأنجح طريقة على الصعيد الدولي، بدليل اعتمادها منذ سنة 1995 من طرف كل من أستراليا والولايات المتحدة، وبريطانيا، ليقفر عدد الدول التي اعتمدها إلى أكثر من 60 دولة حاليا. ومن أبرز مقوماتها: ـ حب الرياضيات؛ ـ جميع المتعلمين يتعلمون الرياضيات؛ ـ الانطلاق من المحسوس إلى المجرد؛ ـ إعطاء معنى للرياضيات؛ ـ التركيز على بناء المفهوم بدل التركيز على الحساب؛ ـ معالجة مفاهيم أقل لكن بعمق؛ اعتماد مقاربة: محسوس ـ مصور ـ مجرد؛ ـ تقديم العمليات الأربع كلها في المستوى الأول؛ ـ تقديم الأعداد الكسرية في المستوى الثاني؛ ـ الاشتغال بالتانغرام واستعمال النمذجة وحل المشكلات مع تجميع طرق كل من Jean Piaget و Jérôme Bruner.
وفي نهاية المداخلة، وكإضافة، أشار الأستاذ الميسر حسن الرحيوي إلى أن المغرب، في الإصلاح الأخير للنموذج البيداغوجي، اختار اعتماد الطريقة اليابانية في تدريس الرياضيات.
ودامت مداخلة الأستاذ ل 20 دقيقة، (من 11:25 إلى 11:45).
ـ المداخلة الرابعة: بعنوان: “نهج التقصي في النشاط العلمي وأهمية الوسائل التعليمية”، للأستاذ: لحسن بوخنفر ـ مفتش تربوي للتعليم الابتدائي ـ مديرية الصويرة.
بدأ الأستاذ مداخلته باستعراض محاور العرض. لينتقل إلى بسط السياق الدولي لتدريس العلوم، والمتمثل في تلبية احتياجات المستقبل والانتقال إلى اقتصاد المعرفة، وذلك بالتركيز على تدريس العلوم والتكنولوجيا والتصميم الهندسي والرياضيات. ليمر إلى السياق الوطني المرتكز أساسا على مهارات القرن الواحد والعشرين، مع الاعتماد على بعض المشاريع المقترحة في التكنولوجيا، وتبني نهج التقصي كآلية لتدريس العلوم.
ثم وضح الأستاذ الفرق بين نهج التقصي وحل المشكلات، باعتبار الأول سؤال تقص يقتضي جوابا، واعتبار الثاني مبنيا على وجود مشكلة تقتضي حلا. ليستعرض بعدها مراحل نهج التقصي، مع التركيز على استعمال وسيلة التقصي المناسبة. ليعرج على تعريف النمذجة، والتأكيد على أهمية الوسائل التعليمية، وضرورة توفر كل أستاذ على لائحة جرد الوسائل التعليمية الصالحة المتوفرة في المؤسسة، مرورا بالتأكيد على أهمية التقصي لاختبار الفرضيات مع الحث على اعتماد وسيلة التقصي المناسبة. ليختم الأستاذ مداخلته بتسليط الضوء على أدوات التقويم في الممارسة الصفية، القائمة على نهج التقصي.
واستمرت مداخلة الأستاذ ل 13 دقيقة. (من 11:47 إلى 12:10).
ـ المداخلة الخامسة: للأستاذة: سمر الشخراطي؛ أستاذة التعليم الابتدائي بشبكة مدرسة. كم ـ تدارت، مديرية أكادير، تحت عنوان: “برنامج سكيب كوسيلة تعليمية في الممارسات الصفية”.
استهلت الأستاذة مداخلتها بطرح أسئلة إشكالية عدة، من قبيل: ـ أية علاقة بين الرقمي والتربية؟ ـ سكايب كوسيلة تعليمية، أية مقاربة؟ ـ كيفية إرساء وتنمية التعلمات عن طريق سكايب؟ …
لتنطلق بعدها من توصيات منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة، الداعية إلى ضمان حق الجميع في الوصول إلى تعليم مبسط وذو جودة، ومن تصنيف سكايب من طرف “ميكروسوفت إيدوكايشن” كوسيلة تعليمية ناجعة، لتؤكد على جدوى وفائدة اعتمادها في الفصول الدراسية. وبعد تعريف مبسط لبرنامج سكايب، حددت المحاضرة وظائفه الثلاث فيما يلي: ـ الاستقلالية في الاستعمال؛ ـ الاستعمال في القسم؛ ـ والاستعمال خارج القسم. ثم حددت أهم معيقات استعمال سكايب، في مشكل المشترك، بدل مشكل اللغة، وعدم تحسيس وإشراك الأساتذة. وأهم إيجابيات استعماله في: الأثر الإيجابي للبرنامج على المتعلم، والتحفير الكبير للمتعلمين أكثر من أية وسيلة أخرى، معتمدة لتوضيح ذلك على إدراج آراء وانطباعات مجموعة من الأساتذة المجددين الموظفين لبرنامج سكايب في فصولهم الدراسية، مشيرة إلى الحاضرين منهم (ذ. كريم أوفقير؛ و ذ. عبد الله وهبي..) مع شكرهم على تعاونهم معها.
وفي الأخير أشارت الأستاذة إلى أهم التقاطعات بين عرضها وعروض المتدخلين السابقين. قبل أن تختم بتوجيه بعض النصائح لاستثمار أمثل لبرنامج سكايب.
واستغرقت مداخلة الأستاذة 16 دقيقة. (من 12:14 إلى 13:30).
ـ المداخلة السادسة والأخيرة: للأستاذ: عبد الصمد الحناوي؛ رئيس الجمعية الوطنية لأساتذة المغرب فرع الدار البيضاء سطات. بعنوان:” اللعب التربوي ودوره في تنمية ذكاء الطفل”.
استفتح الأستاذ مداخلته بالانطلاق من تجربته في التدريس بالمستويات الثلاث، ليقف على أهمية مرحلة الطفولة علاقة بواقع نظامنا التعليمي المتسم بغياب اللعب نظرا لمجموعة من الأسباب. ليسلط الضوء بعد ذلك على أهمية اللعب عند الأطفال وجدوى التدريس باستخدام اللعب؛ لعب منظم ومهيكل بدل اللعب الاعتباطي. وبعد تعريف مفهوم اللعب وبسط أنواع اللعب التربوي، والإشارة إلى النتائج المتميزة لاعتماد دول شرق آسيا على ألعاب الذكاء، انتقل الأستاذ المحاضر إلى تسليط الضوء على ثلاثة من أهم نماذج ألعاب الذكاء:
السوروبان: بدء بتعريفه: توصل إليه اليابانيون منذ 1948، مرورا بفوائده: من قبيل تحفيز الذاكرة البصرية ـ تطوير التخيل والتصوير ـ تنمية السرعة والدقة، وصولا إلى خطواته الثلاث: ـمعداد؛ ـ أيدي؛ ـ تخيل.
التانغرام: بدء بتعريفه، مرورا بأهم فوائده: تنمية خيال الطفل، وصولا إلى الجهود المبذولة لاعتماده في الفصول الدراسية.
مكعب روبيك: بعد تعريفه وبسط أهم ما يتميز به، ختم المحاضر مداخلته بالإشارة إلى بعض الأرقام ذات الصلة:
الرقم القياسي العالمي لحل مكعب روبيك: 4 ثوان، باسم فتى برازيلي؛
الرقم القياسي الوطني: 21 ثانية، باسم تلميذ من فاس؛
المجموعة التي يؤطرها الأستاذ الحناوي: تسجيل ما بين 90 و120 ثانية.
واستغرقت مداخلة الأستاذ 16 دقيقة؛ (من 12:33 إلى 12:49).
وقبل التوقف والمرور إلى استراحة شاي قصيرة، تم لفت انتباه المشاركين إلى إرجاء مناقشة المداخلات والعروض النظرية إلى ما بعد العرض التفاعلي للأستاذ المبدع والمجدد عبد الله وهبي، وذلك تجنبا للتأخر في تنفيذ برنامج اليوم.
العرض التفاعلي:
مباشرة بعد استراحة الشاي، كان الحضور على موعد مع عرض تفاعلي للتواصل والتقاسم مع الأستاذ المبدع عبد الله وهبي؛ رائد إدماج تكنولوجيا الإعلام والتواصل في الممارسة الصفية.
استهل الأستاذ عرضه التفاعلي بنبذة عرج فيها على أهم المحطات التكوينية التي مر منها. ليسلط بعدها الضوء على مساره المهني، مركزا على بعض المعيقات التي واجهها للاندماج في محيطه، وكيف تجاوزها، من خلال التواصل مع المحيط (جمعيات المجتمع المدني؛ شركات مواطنة؛ فعاليات اقتصادية …). بعدها سلط الضوء على أهم المشاريع التي ساهم في تفعيلها داخل المؤسسة، مركزا على انخراط الأطر التربوية والإدارية في تفعيلها، ودعم مديرية تيزنيت لها. وقد قدم على سبيل المثال عددا من النماذج أهمها:
تطوير السبورة التفاعلية البديلة؛
الاستعمال الأمثل للقاعة المتعددة الوسائط؛
استعمال اللوحات اللمسية في الممارسات الصفية؛
توظيف الواقع المعزز لتقريب المفاهيم والظواهر المتنوعة؛
تأطير الاذاعة المدرسية بالمؤسسة؛ وعدد من المشاريع الأخرى المتنوعة.
وقد عمل الأستاذ على فسح المجال أمام الحضور، للتعرف على خطوات إنجاح كل مشروع على حدة. معززا عرضه بصور وفيديوهات تبين خطوات إنجاز وانجاح المشاريع. وركز على أهمية تظافر جهود الإدارة التربوية للمؤسسة، والأطر التربوية، وتشجيع مؤسسة جيني بالمديرية الإقليمية تيزنيت. لينتقل بعدها إلى عرض ثمار التجربة بالمؤسسة وأثرها على التحصيل الدراسي للمتعلمين.
وفي ختام العرض عرج الأستاذ على التنويهات والتكريمات التي حضي بها، مرورا من الجوائز والتتويجات والتكريمات المحلية، إلى الإقليمية، فالوطنية والدولية:
الجائزة الأولى للإبداع والابتكار بتيزنيت؛
التنويه الوزاري بأكادير؛
وسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة؛
تصنيف الاستاذ ضمن أفضل الأساتذة في العالم، نيودلهي 2019.
وقد دام العرض التفاعلي زهاء ساعة واحدة؛ (من: 13:25 إلى 14:30)
مباشرة بعد انتهاء العرض التفاعلي، فتح الباب أمام الحاضرين للتفاعل مع كافة المداخلات والعروض النظرية، وكذا العرض التفاعلي، وذلك بطرح تساؤلاتهم وتدخلاتهم وملاحظاتهم.. في حصة دامت حوالي 30 دقيقة عقب بعدها الأساتذة المحاضرون على هذه التساؤلات.. لتختتم فعاليات اليوم الأول من الملتقى على الساعة 15:00 زوالا.
خلال اليوم الثاني:
استهلت فعاليات اليوم الثاني، بتعريف المشاركين بمضامين الورشات التطبيقية الأربع، والتعرف على الأساتذة المبدعين المشرفين عليها، وذلك وفق ما يلي:
الورشة الأولى: ورشة الإنتاج الديداكتيكي في مكون اللغة العربية: للأستاذ رشيد أخساي؛
الورشة الثانية: ورشة إنتاج وسائل تعليمية في مكوني اللغة العربية والرياضيات: للأستاذة أسماء يوبلا؛
الورشة الثالثة: ورشة تصميم وإنتاج المجسمات: للأستاذ هشام العسري؛
الورشة الرابعة: ورشة إنتاج حقيبة الحروف الممغنطة ولعبة تعلم الرياضيات: للأستاذ ياسين الراس.
ليتم بعدها مباشرة توزيع المشاركين على القاعات الأربع المحتضنة لأعمال الورشات، على أن يستفيد كل مشارك من ورشتين مختلفتين؛ قبل وبعد استراحة الشاي. فكانت أشغال الورشات غنية بتقاسم المعلومات والمهارات والخبرات المرتبطة بإنتاج الوسائل والمعينات الديداكتيكية.
ففي ورشة الأستاذ رشيد أخساي، قُدِّمَتْ مجموعة متنوعة من المنتوجات الديداكتيكية، شملت مجالين أساسيين في العملية التعليمية التعلمية:
مجال التدبير: 1ـ منتوج “الحروف المحاكية” \ 2ـ منتوج “مَسْرَحَة الحكاية” \ 3ـ منتوج “مَسْرَحَة ظاهرة لغوية” \ 4ـ منتوج تحويل نص حكائي إلى فيديو”.
مجال التقويم والدعم: 1ـ منتوج “لعبة البطائق والمواقع” \ 2ـ منتوج “لعبة رخصة القراءة”.
كما تم التأكيد في الورشة على ضرورة وضع بطاقة واصفة للمنتوج، وخطة لإنتاجه وتطبيقه، قبل الشروع في إنجازه. وذلك بِحَصْرِ أهدافه، والموارد والوسائل التي يتطلبها، وتحديد مراحل إنجازه، وطريقة تطبيقه في التعلم داخل الحصص الرسمية أو خارجها. إضافة إلى إدراجه في جذاذة الدرس بتحديد المرحلة التي سَيُدْمَجُ فيها داخل الدرس: (كالتمهيد أو مرحلة بناء المفهوم أو الظواهر وتحليلهما أو في التقويم أو الدعم).
ورشة الأساتذة أسماء يوبلا، كانت مناسبة لتتقاسم الأساتذة عن قرب تجربتها المهنية مع المستفيدين، وفرصة لإثراء النقاش وتبادل الخبرات والمهارات معهم، وفيما بينهم. فتعرف الأساتذة على مجموعة غنية من الوسائل والمعينات الديداكتيكية، بلغ عددها تسعة. عمدت الأستاذة إلى شرح التفاصيل المتعلقة بكل منها على حدة، خصوصا ما تعلق بطريقة صنعها، وأهدافها، وطريقة استعمالها. ويتعلق الأمر بالوسائل التالية:
مساعدات الذاكرة في إطار مكون الإملاء ـ للمستوى الأول؛
الوسائل الخاصة بركن الإنتاج الكتابي ـ المستوى الأول؛
الوسائل الهندسية الخاصة بدروس: الزوايا والتوازي والتعامد ـ المستوى الثالث؛
سكة المتر وأجزائه مع لوحة التحميل ـ المستوى الثاني؛
لوحة تعرف الأعداد من 0 إلى 9999، قراءة وكتابة بالأرقام والحروف، وتفكيكا باستعمال الضرب والجمع والأقواس؛
لوحة مقارنة الكتابات الجمعية غير البسيطة ـ المستوى الثاني؛
المرسام ـ للمستوى الأول؛
لوحة الطرح الخاصة بالمستوى الثاني؛
وأخيرا، لوحة الطرح الخاصة بالمستوى الثالث.
وفي ورشة الأستاذ هشام العسري: تعرف المشاركون بداية، وبشكل مقتضب، على تعريف فن بناء المجسمات، وبعض الأسس التي ينبني عليها، وأهم الوسائل التي تستعمل فيه. ليقترح الأستاذ المؤطر بعدها، العمل على بناء مجسم لمسجد، بشكل جماعي. فتم تقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات تتكلف كل منها بتفصيل معين من المجسم:
ـ مجموعة الصومعة؛ \ ـ مجموعة بيت الصلاة؛ \ ـ مجموعة النوافذ والسقف؛ \ ـ مجموعة الأشجار.
ليتم في الأخير تجميع أجزاء المسجد المختلفة، للحصول على مجسم كرتوني لمسجد ثلاثي الأبعاد.
وفي ورشة الأستاذ ياسين الراس، استفاد المشاركون، في جو من الفاعلية الإيجابية من مهارات وتقنيات تهم صناعة وسيلتين تعليميتين مختلفتين، تستهدفان المستويين الأول والثاني ابتدائي:
الوسيلة الأولى: عبارة عن بطاقات قرائية، تساعد على القراءة، وتكوين كلمات مختلفة قابلة للكتابة والمسح، وتلتصق ذاتيا بالسبورة بواسطة شريط لاصق ممغنط؛
الوسيلة الثانية: عبارة عن لعبة رياضيات، تمكن الأستاذ من بناء المفاهيم الرياصياتية الخاصة بالعد والحساب؛ حيث تمكن من تمثيل الأعداد، والقيام بعمليتي الجمع والطرح للأعداد من 0 إلى 99.
استغرقت المرحلة الأولى من الورشات حوالي ساعتين؛ (من 10:10 إلى 12:05). وبعد استراحة شاي دامت زهاء نصف ساعة، كان المشاركون على موعد مع ورشة ثانية حسب رغبتهم، دامت أيضا ساعتين كاملتين؛ (من 12:30 إلى 14:30)، ليستفيد كل مشارك في نهاية اليوم من ورشتين مختلفتين. لتتوج أعمال الورشات التطبيقية بإنتاج أكثر من 12 وسيلة تعليمية مختلفة، سيتم عرضها في معرض خاص، لتكون محور تبار لاختيار أفضلها من طرف المشاركين، وذلك خلال اليوم الموالي.
خلال اليوم الثالث:
جاءت فقرات اليوم الختامي على الشكل التالي:
التحاق المشاركين على الساعة 9:00 صباحا، تم توجيههم لزيارة معرض الوسائل التعليمة، الذي سهر على إعداده وتوضيبه مشكورا؛ الأستاذ ادريس بنفكري، أستاذ التعليم الابتدائي بمديرية تارودانت، والمتضمن للوسائل التعليمية المنتجة بالورشات التطبيقية، وتعرفوا على أرقامها، قبل أن ينتقلوا إلى قاعة العروض حوالي 10:30 للتصويت الكترونيا وعبر رابط تطبيق خاص، لاختيار أفضلها. فوقع اختيار المشاركين على الوسيلة رقم 12 المنتجة بورشة الأستاذ المبدع ياسين الراس.
التحاق لجنة التحكيم المكونة من كل من السادة: رشيد أخساي، سمير بوناكة، عبد الله وهبي، وهشام العسري، بالمنصة. ليتم إعلان انطلاق فعاليات المحطة النهائية لجائزة الإبداع التربوي من طرف الأستاذ عبد الرحيم أوخراز، الذي نشط فعالياتها.
سحب القرعة لترتيب مرور الفئات الأربع المتبارية على الجائزة، تحت إشراف رئيس لجنة الشؤون التربوية والثقافية؛ الأستاذ مصطفى ألقايد، لتكون النتائج على الشكل التالي: 1ـ فئة الوسائل التعليمية، صنف الموارد الرقمية؛ 2ـ فئة الوسائل التعليمية، صنف الوسائل الملموسة؛ 3ـ فئة المشاريع التربوية؛ 4ـ فئة السيناريو البيداغوجي.
سحب قرعة الأساتذة المتبارين في فئة الوسائل التعليمية، صنف الموارد الرقمية، ومرورهم مباشرة وفق نتائجها لعرض منتوجهم أمام الجمهور ولجنة التحكيم، وذلك على النحو التالي:
المرور الأول: ذ. أشرف مومني؛ بمورد الاختبارات الكتابية؛
المرور الثاني: ذ. محمد السليماني؛ بتطبيقات: ألوان، أشكال، أرقام ـ وطني العربي ـ خطواتي إلى الأمام.
المرور الثالث: ذ. محمد الزواين؛ بتطبيق حكايات المستوى الثالث؛
المرور الرابع: ذ.كريم أميوس؛ بتطبيق تقويمي في النشاط العلمي للمستوى الثالث
سحب قرعة الأساتذة المتبارين في فئة الوسائل التعليمية، صنف الوسائل الملموسة، ومرورهم وفقها كما يلي:
المرور الأول: ذ. ياسين الراس؛ حقيبة حروف اللغة العربية + ألعاب قرائية متعددة؛
المرور الثاني: ذ. خالد الجبلي؛ وسيلة الجمع والطرح بالاحتفاظ؛
المرور الثالث: ذة. أمل أبو مسلم؛ جدول الضرب المصور؛
المرور الرابع: ذة. أسماء يوبلا: استراتيجية التذكر بالصورـ للمستوى الأول.
استراحة شاي قصيرة على الساعة 12:00، ثم استئناف فعاليات الجائزة بعدها بنصف ساعة، بسحب قرعة الأساتذة المتبارين في فئة المشاريع التربوية، ومرورهم وفقها كما يلي:
المرور الأول: ذة. حسناء بوشعلة: طريقة الإدارة الذاتية لمدرسة رائدة؛
المرور الثاني: ذة. صفية أشلهاو؛ بمشروع العالم الصغير؛
المرور الثالث: ذ. أشرف مومني: بمشروع القسم الذكي؛
المرور الرابع: ذة. لطيفة حسوني: بمشروع نادي البيئة والقراءة.
ثم مرور المتبارية الوحيدة في صنف السيناريو البيداغوجي: ذة.مريم النجاح.
ليفسح المجال بعدها للجمهور للتصويت الكترونيا عبر رابط خاص، وللجنة التحكيم للتداول، بهدف اختيار أفضل منتوج في كل فئة. وقبل إعلان النتائج كان الجميع على موعد مع كلمة تضامنية مع الأستاذ بوجمعة بودحيم المعتقل بتارودانت، ألقاها رئيس المجلس الوطني للجمعية الوطنية لأساتذة المغرب ذ. ميمون بوجنان، عبر فيها عن موقف الجمعية الرافض للعنف أيا كان مصدره، مؤكدا على التضامن الكلي واللا مشروط مع الاستاذ، ومركزا على رفع النداء باسم المديريات الاقليمية ال 25 الحاضرة للملتقى، مع وقوف جميع ممثليها استجابة لنداء التضامن.
ليتم بعدها إعلان نتائج التصويت النهائية على الفئات الأربع، باحتساب معيار 40% لتصويت الجمهور، و60% لتصويت لجنة التحكيم، وفق كما يلي:
جائزة الإبداع التربوي، فئة الوسائل التعليمية، صنف الموارد الرقمية: الأستاذ مولاي محمد السليماني؛
جائزة الإبداع التربوي، فئة الوسائل التعليمية، صنف الوسائل الملموسة: الأستاذة أمل أبو مسلم؛
جائزة الإبداع التربوي، فئة المشاريع التربوية: الأستاذ أشرف مومني؛
جائزة الإبداع التربوي، فئة السيناريو البيداغوجي: الأستاذة مريم النجاح.
ليختتم الملتقى بلحظة تكريم للأستاذ المبدع والمجدد عبد الله وهبي، عرفانا بما يقدمه ويبذله من جهود للرقي بالفعل التربوي بجهتنا خصوصا وعلى الصعيد الوطني. تلت ذلك لحظة تتويج الفائزين بجائزة الإبداع التربوي في نسختها الأولى، وتوزيع الشهادات على كل المشاركين في الملتقى باختلاف فئاتهم. وبأخذ صورة جماعية لجميع المشاركين، تمام الساعة: 15:30 زوالا، تكون النسخة الثالثة من الملتقى الجهوي للمدرس، قد أسدلت ستارها. لتضرب اللجنة المنظمة، موعدا للأستاذات والأساتذة مع النسخة الرابعة، العام المقبل بحول الله.
الكاتب العام: الحسن بتسعيد